بمشاركة الأزهر والفاتيكان.. انطلاق ملتقى "حوار الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني" بالبحرين

بمشاركة الأزهر والفاتيكان.. انطلاق ملتقى "حوار الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني" بالبحرين

شهدت العاصمة البحرينية المنامة، اليوم الخميس، انطلاق ملتقى "حوار الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني" بمشاركة بابا الفاتيكان البابا فرنسيس، وشيخ الأزهر د. أحمد الطيب.

يُقام الملتقى بتنظيم مجلس حكماء المسلمين، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، ومركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، خلال يومي 3 و4 نوفمبر الجاري، وفق وكالة الأنباء البحرينية الرسمية.

يشارك في الملتقى أكثر من 200 شخصية من رموز وقادة وممثلي الأديان حول العالم، إضافة إلى شخصيات فكرية وإعلامية بارزة.

وهذه الزيارة لبابا الفاتيكان تعد الثانية لدول الخليج العربي خلال 3 سنوات، عقب زيارة سابقة لدولة الإمارات في عام 2019.

وبحسب المصدر ذاته، استهل الملتقى البحريني للحوار أعماله بجلسة افتتاحية عن أهمية الحوار بين الأديان بحضور الممثل الخاص لعاهل البحرين، الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، وبمشاركة رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، الشيخ عبدالرحمن بن محمد آل خليفة، ورئيس جمهورية تتارستان، رستم مينيخانوف.

شارك أيضا في الجلسة الافتتاحية، وزير التسامح والتعايش بدولة الإمارات، الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، والبطريرك المسكوني برثلماوس الأول، ورئيس أساقفة القسطنطينية بدولة تركيا، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، السفير حسين إبراهيم طه، والممثل السامي لتحالف الأمم المتحدة للحضارات، ميجيل أنخيل موراتينوس.

ويأتي تنظيم الملتقى في إطار حرص البحرين على مد جسور الحوار بين قادة الأديان والمذاهب ورموز الفكر والثقافة والإعلام، وذلك بالتعاون مع الأزهر الشريف والكنيسة الكاثوليكية ومجلس حكماء المسلمين وعددٍ من المؤسسات الدوليَّة المعنية بالحوار والتعايش الإنساني والتسامح.

ويتضمن برنامج الملتقى عددًا من الجلسات أبرزها تعزيز التعايش العالمي والأخوة الإنسانية، ودور رجال وعلماء الأديان في معالجة تحديات العصر، وحوار الأديان وتحقيق السلم العالمي.

بدوره، أعلن مجلس حكماء المسلمين (هيئة دولية مستقلة) أن ملتقى البحرين للحوار سيناقش 3 محاور رئيسية وهي: تجارب تعزيز التعايش العالمي والأخوة الإنسانية (إعلان البحرين نموذجا)، ودور رجال وعلماء الأديان في معالجة تحديات العصر والتغير المناخي وأزمة الغذاء العالمي، وحوار الأديان وتحقيق السلم العالمي (وثيقة الأخوة الإنسانية نموذجا).

وفي فبراير 2019، شهدت الإمارات إعلان الوثيقة المشتركة بين الأزهر والفاتيكان لمحاربة التطرف، بغرض فتح باب الحوار بين الأديان من الشرق والغرب.

وعقد آنذاك شيخ الأزهر أحمد الطيب وبابا الفاتيكان فرنسيس لقاءً تاريخيًا باسم "الأخوة الإنسانية" في أبوظبي، حيث وقعا بعد إلقاء كلمتيهما وثيقة "الأخوة الإنسانية".

الأزهر والكاثوليكية

وبحسب بيان لمشيخة الأزهر، يشارك فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، في ملتقى البحرين للحوار، تحت رعاية الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وحضور قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكيَّة، ونحو 200 شخصية من رموز وقادة وممثلي الأديان حول العالم، إضافة إلى شخصيات فكرية وإعلامية بارزة.

وأوضح البيان أنه "من المقرر أن يُجرِي شيخ الأزهر لقاءاتٍ رسميةً مع ملك البحرين وبابا الفاتيكان، وسيعقد لقاءات أخرى مع القادة والرموز الدينيين المشاركين في الملتقى".

وطلب البابا فرنسيس، خلال الاحتفال بعيد القديسين الثلاثاء، من جموع المصلين أن يرافقوه بالصلاة، "لكي يكون كل لقاء وحدث فرصة مثمرة لدعم قضية الأخوُّة والسلام التي نحن بأمس الحاجة إليها"، وفق موقع الفاتيكان.

وقال بابا الفاتيكان: "سأغادر في زيارة رسولية إلى مملكة البحرين، حيث سأبقى حتى يوم الأحد (6 نوفمبر) ومن الآن أرغب في أن أحيي وأتقدم بخالص الشكر للملك والسلطات والإخوة والأخوات في الإيمان وجميع سكان البلاد، وخاصة الذين يعملون منذ بعض الوقت على التحضير لهذه الزيارة".

وأضاف: "ستكون زيارة تحت شعار الحوار: سأشارك في الواقع في منتدى يتمحور حول الضرورة بأن يلتقي الشرق والغرب بشكل أكبر من أجل التعايش البشري؛ وسأحظى بفرصة التحدث مع الممثلين الدينيين، لا سيما المسلمين".

واختتم البابا كلمته قائلا: "من فضلكم، لا ننسينَّ في الصلاة أوكرانيا المعذّبة: لنصلِّ من أجل السلام ولنصلِّ لكي يسود السلام في أوكرانيا".

وتتفق الأديان السماوية في قيم إنسانية عليا مثل الصدق والكرم والإيثار والشجاعة والوفاء والمحبة والرحمة والأمانة، فيما يسعى قادة الأديان لنشر وترسيخ هذه القيم على الصعيد الاجتماعي كل في محيطه الجغرافي.

الدور الخليجي

بدوره، اعتبر الكاتب والمحلل السعودي البارز يوسف أحمد، أنه في زمن الصراعات والحروب والنزاعات يستلزم من الجميع التركيز على أهمية مواصلة الحوار بين الأديان والقادة للوصول إلى صيغة تعايش مشترك.

وأوضح أحمد في تصريح لـ"جسور بوست"، أن الرؤية السليمة للتعايش تقوم على أساس وحدة الانتماء الإنساني والقيم الأخلاقية رغم وجود التمايز والاختلاف بين البشر.

وأضاف: "يبدو في الظاهر وجود تباعد أو تناحر بين مختلف الأديان والمذاهب والتيارات الفكرية، لكن جوهرها يتفق حول مجموعة من القيم يأتي أبرزها العدالة والمساواة والأخوة الإنسانية والوفاء ونبذ الحروب، والتعاون في الأمور الاقتصادية والحفاظ على البيئة".

ورحب المفكر السعودي بانعقاد ملتقى الحوار في البحرين، مؤكدا أن الدول الخليجية مؤخرا برز دورها في رأب صدع الحروب والنزاعات بالعديد من مناطق الصراع في العالم.

برنامج اليوم الأول

وتناقش الجلسة الرئيسة لملتقى البحرين للحوار، "تجارب تعزيز التعايش العالمي والأخوة الإنسانية"، بمشاركة المستشار محمد عبدالسلام، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، ومحمدو إيسوفو الرئيس السابق للنيجر، ونيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك الكنيسة المارونية في لبنان، ونيافة هيرومونك جريجوري ماتروسوڤ رئيس المجلس البطريركي للتواصل مع المسلمين في روسيا، والحاخام مارك شناير رئيس مؤسسة التفاهم العرقي، وإيوان سوكا، الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي.

وتُعقد ثاني الجلسات تحت عنوان "التعايش السلمي" بمشاركة الدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بدولة الإمارات، والشيخ علي الأمين عضو مجلس حكماء المسلمين، ومفيد شهاب أستاذ القانون الدولي المصري، وبولات سارسينباييف رئيس مجلس إدارة مركز نور سلطان نزارباييف لتطوير الحوار بين الأديان والحضارات بجمهورية كازاخستان، ومحمد ذو الكفل عضو مجلس الشيوخ الماليزي، والموقر سري سري سوقونيندرا ثيرثا سواميجي، رئيس كهنة سري بوتيج ماثا أوديبي.

وتحت عنوان "دور رجال وعلماء الأديان في معالجة تحديات العصر: التغير المناخي وأزمة الغذاء العالمي" تعقد ثالث جلسات اليوم الأول، بمشاركة جون كيرتون، المدير المشارك لمجموعة أبحاث G20 من جامعة تورنتو كندا، وكايالش ساتيارثي الرئيس المؤسس للحملة العالمية للتعليم، وهيروتسوجو تيراساكي، نائب الرئيس والمدير التنفيذي لجمعية سوكا جاكاي، والحاخام ديفيد روزن مدير معهد هايلبرون للتفاهم الدولي بين أتباع الأديان، وماركو إمباليازو، رئيس جمعية سانت إيجيدو.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية